اليوم تمر ذكرى اليوبيل الذهبي ليوم خالد في عقل وكيان ووجدان شعب مصر بأكمله، فعندما تحل هذه الذكرى السنوية تشعر بالفخر و الإنتصار والعزة والكرامة والشجاعة المصرية التى أسقطت غطرسة الإحتلال الإسرائيلي الذي كان يظن أنه لا يقهر وأن حصنه المنيع لا يمكن تجاوزه.
ولكن الروح والعزيمة المصرية والإيمان القوى بنصر الله وتوفيقه والعقيدة الراسخة بنيل إحدى الحسنيين، إما النصر أو الشهادة وكلمة السر التي زلزلت كيان العدو (الله أكبر) .. كل ذلك كفيل بتحقيق نصر مبين وتنفيذ العبور الكبير وهدم خط بارليف المنيع، وبعد خمسين عاما من هذه الذكرى العطرة هناك عدة أسئلة تحتاج من يجيب عنها:
* كيف وصلت العلاقات بين الدول العربية إلى تلك الحالة من الفتور بعدما كان التضامن العربي الحقيقي أحد أهم أسباب الإنتصار ولماذا لم نأخذ الدرس بأن وحدتنا هي مصدر قوتنا بكل ما نمتلكه من ثروات جغرافية وإقتصادية وبشرية؟
* لماذا إنقسم المجتمع المصري على نفسه وفقدنا روح الألفة والتضامن مع بعضنا البعض وطغت الضغينة والأحقاد على سلوكيات الغالبية، وهل يمكن عودة نقاء وصفاء ووحدة وروح إكتوبر؟
*كيف يمكن إستعادة هوية وقوة وعزيمة رجال إكتوبر لنعيد روح الإنتماء الحقيقى لهذا الوطن فى ظل فقدان البوصلة للملايين من الأجيال الحالية بسبب التأثير الثقافى والتعليمي والإعلامي والإقتصادي والذي فشل في خلق أجيال تقدس الوطن وتعرف قدر وقيمة وطنها وتكون مستعدة للتضحية بأرواحها من أجل أن يحيا، فهل يمكن إستعادة هذه الروح من جديد؟.
* كيف يمكن نشر وسرد العشرات م
ن قصص البطولات التي حدثت في حرب أكتوبر وتحويلها إلى قالب درامي وسينمائي وعدم
الإكتفاء بالعدد المحدود مما انتح من قبل فهناك قصص وبطولات ملهمة يمكن أن تعيد الروح من جديد في الأجيال الحالية؟
* إنتصار إكتوبر ليس مجرد معركة هزمنا فيها العدو واستعدنا الأرض المغتصبة ولكنه كان بمثابة عودة الحياة بعد الموت .. عودة العزة بعد الإنكسار .. عودة الوحدة بعد التشتت .. عودة الفرحة لكل بيت مصري بعد أن كان الحزن يسيطر على الجميع.
هل يمكن بعد مرور خمسين عاماً على حرب إكتوبر أن نبني عليها ونستفيد من كل دروسها ونستفيق جميعا من أجل هدف وغاية واحدة وهي وطن كبير قوي صاحب مواقف، وطن يسع الجميع بكل دياناته وتوجهاته وتنوعه؟.